الأخلاق الذاهبة


Add caption
مدح الله عزّ وجلّ نبيه محمدا  صلى الله عليه وسلم  في القرآن بقوله: ﴿ وإنّك لعلى خلق عظيم ﴾ (القلم: 4)، وقد لُقّب  صلى الله عليه وسلم  قبل بعثته بـ "الأمين"؛
لما عُرف عنه من حفظ الأمانة وصيانتها، والرسول صلى الله عليه وسلم الحافظ والفاعل ومعطى القدوة الحسنة لسائر الأخلاق الكريمة ومن أراد أن يتحلى بالأخلاق الكريمة وبإن لا يتخلى بالأخلاق الرديلة فعليه التدرّس والتدبّر بما قد قاله وفعله الرسول صلى الله عليه وسلم من أحاديثه القولية والفعلية من طريقة عبادته وتصوُّته ويقظته ونومه وأكله وشربه وغير ذلك.

وكما نعرف، أن الدرسة هي مكان التربية التي أساسها الأخلاق الكريمة وهى الغاية المنشودة من الإيمان والتقوى كما أشاره شفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم "الإيمان عريان ولباس التقوى وثمرته الحياء" والمراد بالحياء هو الأخلاق. وأوّل ما بناه المدرسة من طريقة تعليم الطلبة وتربيتهم هوبناء ونموة أخلاقهم، فلا يمكن أن تفخر المدرسة بطالب ماهر وأخلاقه خالية.

ومن أخلاقه صلى الله عليه وسلم ما رُوى عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال لم يكن النبيّ صلى الله عليه وسلم سبّابا ولا فحاشا ولا لعّانا كان يقول لأحدنا عند المعتبة ما له ترب جبينه.
وما رُوى عن عائشة من حدّثك أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم يبول قائما، فلا تصدّقه، ما كان النّبيّ يبول إلّا قاعدا. وقال النبيّ صلى الله عليه وسلم لا يشربنّ أحدكم قائما

وهذه الصفات المذكورة تكاد تذهب من أنفس الطلبة ودلّ على هذا ما فعله بعض الطلبة يشربون و يأكلون بل لا يعقدون ويرفعون الصوت لغير طائل ويبولون قائمين وغير ما ذكر من سوء الأخلاق. إنْ دأب ما فعله بعض الطلبة  هلكت المدرسة فيما بعد كما أشار  أحمد شوقي "إنما الأمم ما بقيت أخلاقهم وإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا" ومن ثمّ فلنا بد من رجوع إلى حديث قولى أو فعلي بإقامة نظام شديد يهدى به الطلبة إلى أعمة فطرتهم فسلمت المدرسة ومن فيها طرّا